في اليوم الخامس من أيام إستئناف أعمالهم في العراق، دخل مفتشو الأمم المتحدة اليوم الإثنين مجمعا صناعيا في بغداد.
وكالة رويترز للأنباء قالت إن المجمع الذي دخله المفتشون هو مجمع الكرامة الذي تديره لجنة صناعية حربية عراقية في ضاحية الوزيرية في العاصمة العراقية، ويقع على بعد كيلومترات من مقر قيادة المفتشين في فندق القناة عند مشارف بغداد. وفور دخولهم حظر المفتشون خروج أو دخول الأشخاص والآليات الى المجمع. وكالة رويترز التي لفتت الى إن المفتشين منعوا دخول وخروج الاشخاص والآليات من المجمع، نقلت عن مهندس عراقي أن مجمع الكرامة يختص بالتصميمات الهندسية. لكن المفتشين قاولا إن مهمتهم لا تزال في مراحلها الأولى وانهم لم يعثروا على اي أدلة حتى الآن تفيد بإمتلاك العراق أسلحة للدمار الشامل.
أما وكالة فرانس برس فإنها لفتت الى أن المجمع بدا في وضع محصن، وأنه كان مختصاً بالبحوث المتعلقة بتطوير أنظمة التوجيه في الصواريخ طويلة المدى من نوع (الحسين)، مشيرة الى ان المجمع كان يخضع للمراقبة عن طريق كاميرات وذلك قبل مغادرة المفتشين العراق في 1998.
من جهة أخرى، قلل الأمين العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي من شأن قيام مفتشيه بإبلاغ الطرف العراقي مسبقاً بنية الخبراء زيارة موقعين عراقيين يشتبه في علاقتهما ببرامج اسلحة الدمار الشامل العراقية.
يذكر أن تقارير صحافية عدة أشارت الى أن المفتشين أحاطوا العراقيين علماً بنيتهم على زيارة موقعين في بغداد خلال الايام القليلة الماضية، ما أفقد المهمتين عنصر المفاجأة.
لكن وكالة فرانس برس نقلت عن البرادعي أن المهمتين لم تستهدفا تفتيش الموقعين، إنما كانت الأولى خاصة بالطلب من العراقيين تزويد المفتشين بآلة رافعة، فيما كان الغرض في الموقع الثاني نقل أجهزة كاميرات قديمة. وهذا يعني ان المهمتين لم تكونا بغرض التفتيش وأن إبلاغ المسؤولين العراقيين مسبقاً بالزيارتين كان ضرورياً على حد تعبير البرادعي.
--- فاصل ---
من ناحية أخرى، أعلنت بريطانيا تقريراً طويلاً كشفت فيه جوانب من إنتهاكات حقوق الإنسان في العراق. وكالة فرانس برس قالت إن التقرير الذي أعلنه وزير الخارجية البريطاني جاك سترو، تضمن معلومات عن عمليات التعذيب والإغتصاب والقتل الجماعي التي اصبحت سياسة منهجية ومتعمدة لدى الحكومة العراقية على حد تعبير التقرير.
ولفتت الوكالة الى ان موظفين في الخارجية البريطانية عقدا صحبة العالم النووي العراقي الناشط في ميدان حقوق الإنسان حسين الشهرستاني مؤتمراً صحافياً في لندن لشرح مضامين التقرير وأبعاده.
يشار الى ان هذا التقرير يأتي بعد شهرين من إعلان رئيس الوزراء توني بلير ملفاً عن اسلحة الدمار الشامل جاء فيه أن العراق لم يعد بعيداً عن إنتاج قنبلة نووية مدمرة في غضون عام أو عامين.
مراسلنا في العاصمة البريطانية أحمد الركابي حضر المؤتمر الصحافي ووافانا بالتقرير التالي:
(تقرير لندن)
--- فاصل ---
قدم العراق شكوى الى الأمم المتحدة حول ما وصفه بالغارات الجوية الأميركية البريطانية المتكررة في منطقتي حظر الطيران شمال العراق وجنوبه.
وكالة رويترز قالت إن وزير الخارجية العراقي ناجي صبري الحديثي وجّه رسالة في هذا الخصوص الى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان ندد فيها بتلك الغارات، واصفاً إياها بأنها من أعمال إرهاب الدولة، ومشدداً على أن العراق يحتفظ بحق الدفاع عن نفسه.
الحديثي قال إن الغارات الأميركية البريطانية على المنشآت المدنية في قرى العراق ومدنه عدوان سافر وتدخل مفضوح في الشؤون الداخلية لدولة عضو في المنظمة الدولية. الى ذلك ندد الوزير العراقي بإلقاء طائرات التحالف الغربي آلاف المناشير على مناطق حظر الطيران لحض الجنود العراقيين على عدم التصدي للطائرات الأميركية والبريطانية.
يشار الى ان المسؤولين الأميركيين يؤكدون ان الغارات الجوية تأتي رداً على اطلاق العراق النار على طائرات التحالف الغربي التي تتولى مراقبة منطقتي حظر الطيران. الى ذلك يعتبرون مبادرة العراق الى إطلاق النار على الطائرات إنتهاكاً لقرار مجلس الأمن الرقم 1441 الخاص بفرض نظام جديد للتفتيش.
من جهة أخرى، نسبت وكالة رويترز الى مسؤولين غربيين لم تكشف هوياتهم أن الغارات الجوية التي تشنها الطائرات الغربية على مواقع الدفاعات الجوية العراقية هي في حقيقتها إحدى صفحات الحرب المرتقبة بين الولايات المتحدة والعراق، وأنها تهدف الى تفكيك منظومات الدفاع الجوي العراقي. كذلك تهد الى تسليط نزيد من الضغوط على العراق في الوقت الذي استأنف فيه المفتشون أعمالهم في بغداد.
--- فاصل ---
في محور آخر، دعى الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والصيني زيانغ زيمين الى حل الأزمة العراقية وفق أساليب سياسية وديبلوماسية. وكالة فرانس برس للأنباء قالت إن الزعيمين اللذين عقدا قمة في العاصمة الصينية أكدا في بيان مشترك ضرورة حل أزمة أسلحة الدمار الشامل العراقية على أساس سلمي ووفق القرارات الصادرة عن مجلس الأمن. يشار الى ان روسيا والصين دولتان تتمتعان بعضوية دائمة في مجلس الأمن. وتميزت مواقفهما إزاء الأزمة العراقية، خصوصاً في مناقشات مجلس الأمن الأخيرة حول القرار 1441 بتقارب قائم على اساس الدعوة الى تخفيف التحذيرات الموجهة الى بغداد. هذا على رغم الإختلاف في درجة الحدة بين الموقفين الروسي والصيني في هذا الخصوص.
مستمعينا الأعزاء..
ميخائيل آلاندارينكو إتصل بمحللة سياسية روسية وتحدث اليها عن بعض جوانب المواقف الروسية والصينية إزاء العراق:
(تقرير ميخائيل ألاندرينكو)
على صعيد ذي صلة، دعا وزير الخارجية الروسي إيغور إيفانوف بدوره الى حل الأزمة العراقية عن طريق الوسائل السياسية والديبلوماسية. وكالة إيتار تاس الروسية للأنباء نقلت عن إيفانوف أن اللجوء الى إستخدام القوة العسكرية بشكل منفرد سيؤدي الى تعقيد الأوضاع وإطلاق موجة جديدة من أعمال الارهاب في الشرق الأوسط.
الى ذلك، أعرب نائب وزير الخارجية الروسي ألكساندر سولطانوف عن أمله في تعاون عراقي كلّي مع المفتشين الدوليين. وكالة فرانس برس نقلت عن المسؤول الروسي أن نشاطات المفتشين خلال الايام الماضية كانت بمثابة بداية جيدة، وأن موسكو تأمل في أن يتعاون العراق كلياً مع المفتشين.
--- فاصل ---
على صعيد آخر، كان من المتوقع أن يصل اليوم (الإثنين) الى العاصمة البلجيكية نائب وزير الدفاع الأميركي بول ولفويتز لإجراء محادثات صحبة وكيل وزارة الخارجية الأميركي مارك غروسمان مع كبار مسؤولي حلف شمال الأطلسي. لكن وكالة رويترز نسبت الى ناطقة بإسم وزارة الدفاع ان مشكلات فنية في طائرة المسؤول الأميركي أدت الى تأخير إقلاعها، وبالتالي تأخير وصوله الى بروكسل.
وكالة اسوشيتد برس تناولت الموضوع ذاته، وقالت إن الولايات المتحدة تريد مواصلة التشاور مع حلفائها في بلجيكا وبريطانيا وتركيا حول الأزمة العراقية. لكن مشكلات فنية معينة منعت ولفويتز من الوصول الى بروكسل في الموعد المحدد بحسب بيان اصدره الحلف الأطلسي.
اسوشيتد برس لفتت الى ان غروسمان سيرافق ولفويتز في جولته على الدول الثلاث، لكنه سيواصل الجولة بمفرده بعد ذلك على ست دول أوروبية أخرى. المسؤولون الأميركيون لم يعطوا معلومات إضافية عن اسباب إرجاء الزيارة، لكنهم رجحوا أن تتم خلال الاسبوع الجاري.
يشار الى ان تركيا التي تتاخم العراق في الحدود الشمالية، تعتبر إحدى أهم المحطات في جولة ولفويتز وغروسمان. مزيد من التفاصيل حول الزيارة المرتقبة للمسؤولين الأميركيين الى انقرة مع مراسلنا في اسطنبول جان لطفي:
(تقرير اسطنبول)
--- فاصل ---
في أخبار أخرى ذات صلة بالشأن العراقي، ذكرت وكالة الصحافة الألمانية للأنباء ان العمل جار على قدم وساق في قاعدة السيلية في قطر من أجل تحضيرها كمركز جديد لقيادة القوات الأميركية في المنطقة، مضيفة ان قائد القوات الأميركية المكلفة بمحاربة الارهاب الجنرال تومي فرانكس يتوقع أن تصل في غضون الاسبوع المقبل وجبة جديدة من قواته تعدادها 750 جندياً للمشاركة في تدريبات إضافية في القاعدة.
من جهة أخرى، نقلت وكالة فرانس برس عن رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأميركي بوب غراهام توقعه أن تتعرض الولايات المتحدة الى هجمات ارهابية من الداخل في حال نشوب الحرب المحتملة ضد صدام حسين.
غراهام قال إن تقديرات الأجهزة الاستخباراتية الأميركية تشير الى أن نسبة التوقعات بإمكان حدوث الهجمات تصل الى خمسة وسبعين في المئة، مشدداً على أن الحرب ضد العراق يجب ان تترافق مع هجمات أميركية ضد منظمات ارهابية كحزب الله اللبناني لأن هذه المنظمات بحسب غراهام ستتحالف مع صدام حسين مع أول تعرض العراق الى الحرب.
في محور آخر، نسبت رويترز الى وزير شؤون مجلس الوزراء الياباني ياسوو فوكودا أن إرسال مدمرة يابانية مسلحة بمعدات عسكرية متطورة الى المحيط الهندي ستخدم المصالح الوطنية اليابانية. لكن الوكالة لفتت الى ان المدمرة اليابانية ستنضم الى حشود بحرية اميركية لمواصلة الحرب في افغانستان من جهة، والشروع في حرب ضد العراق من جهة أخرى.
--- فاصل ---
في سياق مختلف، أكدت وكالة فرانس برس أن عدداً من الأحزاب الكردية ستشارك الى جانب الحزبين الرئيسين في الإجتماع المرتقب لجماعات المعارضة العراقية في لندن، مضيفة أن الوفد الكردي الذي سيغادر المناطق الكردية عبر ايران في الثامن من الشهر المقبل ستضم شخصيات مستقلة.
ونقلت الوكالة عن عبدالخالق زنكنه زعيم أحد الأحزاب الكردية أن أعضاء الوفد الكردي سيشاركون في المؤتمر بوجهة نظر موحدة، مرجحاً أن لا يطرح الوفد خلال أعمال المؤتمر مسودة دستور مقترح لعراق فيدرالي في المستقبل، بل أن يكتفي بمطالبة المؤتمر بإبداء موافقته على مبدأ الفيدرالية.
الى ذلك سيشارك في المؤتمر ممثلين عن خمس جماعات تركمانية، بينما يشترك الآثوريون بتسعة اعضاء بينهم ممثلي ثلاث جماعات آثورية ناشطة في شمال العراق.
في غضون ذلك، قام الأمين العام للإتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني بزيارة الى الكويت. وبعد لقاءه عدداً من المسؤولين الكويتيين عقد طالباني مؤتمراً صحافياً تحدث فيه عن الأزمة العراقية والحرب المحتملة ودور المعارضة العراقية في الحرب. مزيد من التفاصيل حول هذا المحور مع مراسلنا في الكويت سعد المحمد الذي يتحدث الى محلل سياسي كويتي حول ابعاد زيارة المسؤول الكردي:
(تقرير الكويت)
--- فاصل ---
في أخبار أخرى ذات صلة بالعراق، حذرت جبهة مؤلفة من ست أحزاب اسلامية باكستانية الحكومة المدنية الباكستانية الجديدة من دعم أي هجوم أميركي ضد العراق. وكالة الصحافة الألمانية للأنباء نقلت عن مولانا شاه أحمد نوراني زعيم أحد الأحزاب الستة أن من غير الممكن الموافقة على دعم حرب أميركية ضد دولة مسلمة كالعراق.