بيروت
ترجمة لكلام الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، الذي ركّز على تحرك "أهالي بعلبك - الهرمل" في منطقة جرود عرسال، أعلنت عشائر وعائلات بعلبكيةقيام "لواء القلعة"، نسبة إلى قلعة بعلبك الرومانية الأثرية، في ما يشبه "الحشد الشعبي" في العراق. وأكّد هذا اللواء فور إعلان تشكيله أنه "لن يسمح بوجود أي تكفيري في الجرود"، وأنه "ملتزم أيّ قرار يصدر عن نصرالله".
واللافت أن أحد الذين أعلن تزعمه "لواء القلعة" هو نوح زعيتر، أحد أشهر تجار المخدرات في لبنان، وهو مطلوب للعدالة بتهم تجارة المخدرات وسرقة السيارات وتجارة السلاح. وهو يعيش في قرية في قضاء بعلبك معروفة بمملكة "نوح"، لأن الدخول والخروج منها في حاجة إلى إذن من رجال زعيتر.
وكانت قوات الجيش اللبناني نفّذت قبل فترة خطة أمنية في البقاع بعد تفاقم ظاهرة الخروج عن الدولة وممارسة الخطف في مقابل فدية. إلّا أن الرؤوس الكبيرة تمكّنت من التواري عن الأنظار. ويُعتقد أن هذه العصابات مغطّاة من "حزب الله".
موجة استنكار
وأثار إعلان تشكيل "لواء القلعة موجة انتقادات، خصوصاً أن هذه الخطوة جاءت عقب رفض أهالي عرسال مشاركة "حزب الله" في مهاجمة المسلحين في جرود البلدة، وأيضاً فيالوقت الذي يستمر مجلس الوزراء في مناقشة الموضوع.
ويميل رئيس الحكومة تمام سلام إلى إصدار بيان في الجلسة المقبلة يؤكد فيه، كما قالت مصادر وزارية لموقع "العراق الحر"، أنّ موضوع عرسال هو من مهّمة الجيش اللبناني حصراً، وهو الذي يحدّد طبيعة التحرك وتوقيته.
وأعرب "تيار المستقبل" بزعامة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري عن رفضه للخطوة التي "تهدد السلم الأهلي"، وانتقد "لجوء الحزب الى الاستنجاد برموز الإجرام والتهريب وترويج المخدرات في منطقة البقاع ودفعه لإعلان تشكيل ما يسمى بلواء القلعة". واعتبر "المستقبل" أن هذه الخطوة هي "لعب بنار الفتنة"، وهي "من أكبر الدلائل إلى نية الحزب ومن خلفه ايرانلدفع أهالي المنطقة إلى مواجهات بين بعضهم البعض".
أداة ضغط
وعلى رغم تشكيل "لواء القلعة"، فإن محلّلين كثيرين يعتبرون أن هذه الخطوة ليست في المرحلة الحالية سوى أداة ضغط على الحكومة والجيش للانخراط في معركة عرسال، إذ إن "حزب الله" ما زال يحاذر التورّط بنفسه في هذه الحرب، التي قد تجرّ قتالاً مذهبياً ينعكس سلباً على الحزب المنشغل في القتال في سوريا. إلّا أن ذلك لا يعني أن هذا "اللواء" لن يشارك فعلاً في المعركة في عرسال إذا دعت الحاجة إلى ذلك.
ويقول الكاتب الصحافي طوني عيسى لموقع "العراق الحر" إن "حزب الله يتجنُّب أن تتحوَّل عملية عرسال شرارة للفتنة المذهبية الشاملة في لبنان، لأن وقوع الفتنة مقتل للحزب بكلّ ما في الكلمة من معنى، فهو سيعني انهيار لبنان بمؤسساته وسلطته وكيانه، وسيؤدي إلى خلق معطيات داخلية غير محسوبة قد تقلب الطاولة بكاملها على الحزب."
ويرى عيسى أنّ "مشكلة الحزب هيأنّ الوقت يضغط عليه في سوريا، وهو يضغط على الحكومة والجيش والقوى الأمنية لكي تلبّي مطالبه في اقتحام عرسال. "
ولكن، هل هناك احتمالات حقيقية لاندلاع حرب أهلية في لبنان على خلفية معركة عرسال؟
يبدو أن "حزب الله" يحسب كل الحسابات التي تتراوح بين إرادته طرد المسلحين من عرسال والحرص على عدم الوقوع في المحظور.