روابط للدخول

خبر عاجل

لبنان: عيد العمل للسوريين واللبنانيون في بطالة


بيروت

تميّزت الاحتفالات بعيد العمل في لبنان هذا العام بمفارقة لافتة: ازدياد عدد العمال السوريين، في مقابل ارتفاع البطالة في اوساط اللبنانيين.

وللدلالة على هذه المفارقة، نظّم عشرات الشبّان المتخرجين حديثاً من الجامعات تظاهرة في بيروت للفت النظر الى البطالة والى الصعوبات التي يواجهونها في رحلة بحثهم عن وظيفة. ويقول أحد الشبان الذي تخصّص في برمجة الكومبيوتر إنه "يبحث عن وظيفة منذ أكثر من عام من دون طائل"، فيما يقول آخر يحمل شهادة في إدارة الأعمال إنه "لم يوفّر باباً إلّا وطرقه، ولكن لا جواب."

ويوضح وزير العمل السابق شربل نحاس إن "نسبة البطالة كانت في العام 2011 قبل النزوح السوري 18 % لدى الإناث و10% لدى الذكور، ولكنها ارتفعت اليوم كثيراً". ويلاحظ أن "نسبة البطالة هي أكثر ارتفاعاً في أوساط حاملي الشهادات الجامعية العليا". وهذه مشكلة كبيرة تدفع الشباب الى الهجرة بحثاً عن عمل وعن حياة أفضل.

منافسة اليد العاملة السورية

يبلغ عدد النازحين السوريين في لبنان حوالى مليون ونصف المليون، يعيش بعضهم في خيم عشوائية، فيما يتوزع آخرون في المناطق اللبنانية، فيما عدد سكان لبنان يبلغ 4 ملايين. وبات هؤلاء ينافسون العمال اللبنانين في الحصول على عمل في مجالات عدة. ولم تقتصر المنافسة على بعض المهن، بل اتّسعت الى وظائف كانت حتى الأمس حكراً على اللبنانيين، كالتمريض وبعض المهن الطبية وسواها.

ويقوم العديد من أرباب العمل أحياناً كثيرة باستبدال الموظف اللبناني بآخر سوري، بحجة أن أجره أقل، وأنه يوفّر دفع تكاليف الضمان وسواها.

واستناداً الى بعض الاحصائيات، فإن نسبة البطالة لدى اللبنانيين تفوق اليوم مع منافسة اليد العاملة السوريةوغير السورية الـ20%.

ولمناسبة عيد العمل، تمنى وزير العمل سجعان قزّي أن "يكون العيد عيداً للعمل، وليس يوماً للعاطلين عن العمل، ذلك أن عدد اللبنانيين الذين باتوا بلا وظيفة يتزايد يوماً بعد يوم على نحو مخيف." ودعا اللبنانيين في المقابل إلى "اقتحام سوق العمل من دون حياء أو مكابرة"، معتبراً أنه " لا يوجد عمل كبير وعمل صغير أو حقير. فكل عمل هو جزء من الحركة الإنتاجية الاقتصادية والوطنية."

المطالب النقابية المزمنة

وفي موازاة تظاهرة العاطلين عن العمل، نظّمت النقابات العمالية تظاهرة مركزية، رفعت خلالها مطالبات بزيادة الرواتب، وإقرار سلسلة الرتب والرواتب التي يطالب بها القطاع العام منذ أكثر من ثلاث سنوات.

وقد حفل العام الماضي بتظاهرات واضرابات للمطالبة بإقرار هذه السلسلة، كما نفذ المعلمون اضراباً وامتنعوا عن تصحيح الامتحانات الرسمية، ما دفع وزير التربية الياس بو صعب إلى منح إفادات لكل طلاب لبنان، للمرة الأولى منذ انتهاء الحرب اللبنانية.

وعلى رغم كل ذلك، فإن الحكومة اللبنانية لم تقر سلسلة الرتب والرواتب، التي تتضمن زيادات على الرواتب مع مفعول رجعي للقطاع العام، لأن اقرارها يفوق قدرة الخزينة، ويعرّضها لمزيد من العجز، في ظل الركود الاقتصادي وغياب الاستثمارات، نظراً الى الأوضاع الأمنية في المنطقة ونتيجة الأزمة السورية خصوصاً.

وهكذا، يأتي عيد العمال هذا العام ليضيء على أزمة يعاني منها العمال والموظفون اللبنانيون. فهم عالقون بين بطالة متزايدة ومطالب مزمنة وغلاء معيشة يرتفع باطراد.... وهجرة تدق أبواب الشباب.

XS
SM
MD
LG