روابط للدخول

خبر عاجل

تونس وداعش: الخطر القادم من الحدود


ملثمون يقتادون العمال المصريين قبل اعدامهم
ملثمون يقتادون العمال المصريين قبل اعدامهم

تونس العاصمة

استيقظ الشعب التونسي صباح يوم الاثنين على وابل من الأخبار المفجعة ومن التحذيرات اثر تصاعد الوضع بشكل دموي في ليبيا مما اثار الكثير من التساؤلات والبلبلة وخصوصا التخوف من نتائج هذه الاوضاع المستقبلية على تونس وعلى العالم العربي.

وزارة الدفاع أعلنت الاثنين عن انتشار القوات المسلحة التونسية على كامل الشريط الحدودي البحري والبري الذي يقدر ب 450 كلم مع ليبيا مع تكثيف الطلعات الجوية لمراقبة الوضع.

وأعلن الناطق الرسمي لوزارة الدفاع بلحسن الوسلاتي عن رفع درجة الطوارئ الى الحد الأقصى ومضاعفة تواجد القوات على الحدود مع ليبيا تحسبا لأي طارئ واكد انه سيتم منع إي اختراق غير شرعي لحدود البلاد التونسية كما ستتم مواجهة أي عمل إرهابي دون أي تلكؤ وباستعمال القوة إذا لزم الأمر.

من جهة أخرى أصدرت وزارة الشؤون الخارجية تحذيرا لكل المواطنين من السفر إلى ليبيا في الوقت الحالي ودعت الجالية التونسية بليبيا، ويقدر عددها ب 68952 مواطنا حسب إحصاء ديوان العمال التونسيين بالخارج لسنة 2012، الى توخي أقصى درجات الحذر والابتعاد عن مناطق الاشتباكات المسلحة والتقليل من الحركة والتنقل في الأيام المقبلة كما حثت القادرين على العودة إلى تراب الوطن إذا كان بالإمكان وإذا استلزم الأمر.

تأتي هذه التحذيرات وحالة الطوارئ نتيجة للأحداث الأخيرة في ليبيا حيث نشر تنظيم داعش يوم الأحد شريط فيديو عن إعدام 21 مصريا من المسيحيين الاقباط العاملين بليبيا تحت عنوان "رسالة موقعة بالدم إلى امة الصليب". ويظهر العمال المصريون في الفيديو وهم يرتدون بذلات الإعدام البرتقالية وقد قيدت أذرعهم ويتم اقتيادهم إلى شاطئ البحر في ليبيا على يد ملثمين حيث يتم إعدامهم بقطع رؤوسهم.

اثارت هذه العملية غضب المجتمع العربي وسخطه وجاءت ردة الفعل عنيفة من مصر حيث قامت طائرات عسكرية تابعة لسلاح الجو المصري صباح يوم الاثنين 16 فيفري بقصف اهداف تنظيم داعش بليبيا كردة فعل على اغتيال مواطنيها.

وصرح المسؤول في الجيش المصري صقر الجروشي على التلفزيون المصري عن مقتل مابين 40 و 50 متشددا في الضربات الجوية وعن قصف مراكز تدريب وذخائر ومنازل تابعة لتنظيم داعش.

العمال الذين تم إعدامهم كان التنظيم قد اعلن عن اختطافهم في جانفي المنصرم وهم عمال بناء وتشييد كانوا يعملون بليبيا حسب المكتب الإعلامي لولاية طرابلس.

واثر الحادث نشرت قوات فجر الإسلام الليبية على كافة وسائل الإعلام بيانا يطالب كل المصريين العاملين بليبيا بمغادرة البلاد في غضون 48 ساعة في أقصى تقدير و ذلك حفاظا على سلامتهم من أي أعمال انتقامية اثر الغارة المصرية.

من الجدير بالذكر أن تنظيم داعش يسعى الى فرض نظام الخلافة ومد نفوذها على الأراضي العراقية و السورية وباقي البلدان العربية وذكرت انباء انه يضم حاليا حوالى 3000 مجندا من الشباب التونسي التحقوا به خلال السنوات الماضية.

وكان تنظيم داعش قد تبنى في وقت سابق مقتل السياسيين التونسيين شكري بالعيد ومحمد براهمي في تسجيل فيديو مشابه نشر في 19 ديسمبر 2014 تضمن تهديدا للشعب التونسي بالقتل وبسفك الدماء إن لم يعلنوا الولاء للخليفة.

من جانبه وجه رئيس الجمهورية التونسية باجي قايد السبسي إلي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رسالة تعزية ندد فيها بشدة بالعمل الإرهابي ضد العمال المصريين مؤكدا على ضرورة التكاتف بين البلدين للتصدي لهذا النوع من العمل الإجرامي الذي وصفه بأنه بعيد كل البعد عن الإسلام.

وأمام تصاعد الأوضاع في ليبيا والغارات المصرية انتشرت حالة ذعر في الشارع التونسي رغم تكثيف الأمن على الحدود لكون الخطر الذي يمثله تنظيم داعش يثير الكثير من التساؤلات عن إمكانية امتداد الاشتباكات إلى التراب التونسي وحتى وصول الخطر الإرهابي إلي تونس كوجهة قادمة بعد ليبيا.

احد المواطنين عبر في لقاء مع إذاعة العراق الحر عن تخوفه الشديد وقال "لست مطمئنا لتصاعد الإحداث، اليوم المصريون وغدا سيستهدفون التونسيين العاملين بليبيا و من يدري قد يقتحمون الحدود التونسية ويسيطرون على الجنوب و ندخل في حرب ستسفك دماء الكثيرين. هؤلاء الجماعة لا علاقة لهم بالإسلام لقد شاهدت الفيديو إنهم همج يقتلون تحت راية الاسلام عمالا عاديين كانوا في ليبيا لكسب قوتهم. إنهم لا دين لهم غير الإرهاب والدم. علينا إن نستعد للأسوأ و أملنا الوحيد هي قواتنا على الحدود".

الشارع التونسي ندد بهذا العمل الإجرامي لكن البعض لم يكن موافقا على ردة فعل المصريين، حيث قال احد المواطنين للإذاعة انه لا يجد فكرة القصف الجوي فكرة جيدة "إنهم يقصفون المنازل و المدن لكنهم ينسون أن هذه المدن تضم مواطنين أبرياء لا علاقة لهم بداعش وهم يسقطون ضحية هذا القصف، إنا مع مقاومة الإرهاب لكن القصف الجوي ليس حلا. الإرهاب لا دين له لكن لا ضرورة لان نرد بنفس الطريقة ونصبح مثلهم".

الوضع يزداد توترا وأنظار الشارع التونسي ومخاوفهم تتوجه نحو الجنوب ونحو الحدود الليبية وأهم سؤال يتردد بكثرة هو: هل نحن اللاحقون ما الذي ينتظر دول المنطقة؟ وهل تنتهي هذه الأزمة بحرب قد تمتد إلي كل دول المغرب العربي؟ أسئلة عديدة ومخاوف كثيرة والنتيجة غير واضحة.

XS
SM
MD
LG