يواصل خبراء عسكريون من التحالف الدولي تدريب قوات البيشمركه على أستخدام الاسلحة الحديثة التي وصلت الى إقليم كردستان، يأتي هذا فيما يتدفق خبراء عسكريون كورد من دول أوروبية على الإقليم لمساندة القوات الكوردية في حربها ضد تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية (داعش).
العميد هلكورد حكمت المتحدث الرسمي باسم وزارة البيشمركه أكد في مقابلة خاصة مع إذاعة العراق أن عملية تدريب قوات البيشمركه مستمرة، خاصة مع وصول أسلحة حديثة الى الإقليم، مشيراً الى وجود خبراء عسكريين أميركيين وبريطانيين وألمان وفرنسيين.
وفيما يتعلق بالمحاربين القدامى من أصول كوردية أوضح العميد هلكورد أن هؤلاء جاءوا الى كردستان كمتطوعين لتقديم خبرتهم العسكرية ومساعدة البيشمركه.
وتحارب قوات البيشمركه مسلحي تنظيم (داعش) على جبهة تمتد الى 1050 كيلو متر، لتحرير المناطق التي وقعت تحت سيطرة هذا التنظيم، ومع فتح باب التطوع هناك حاجة الى المزيد من المدربين والخبراء العسكريين لتدريب وإعداد قوات مسلحة قادرة على صد هجمات (داعش).
وكشف العميد هلكورد عن تشكيل أفواج عسكرية للمتطوعين من الأقليات، إذ تم تشكيل فوجين للأيزيدية والعمل مستمر لتشكيل أفواج للمسيحيين والكاكائيين لكي يشاركوا في تحرير مناطقهم التي وقعت تحت سيطرة (داعش).
إذاعة العراق الحر زارت معسكر النيركزلية القريب من شيخان بمحافظة دهوك، حيث جرى مؤخرا فتح دورة تدريبية لقوات البيشمركه أعدها خبراء عسكريون من أصول كوردية قدموا من روسيا وألمانيا بحسب الياس شمو (الصورة) المشرف
على المعسكر الذي أوضح لإذاعة العراق الحر أن تعرض سنجار وكوباني وغيرها من المدن الكردية الى هجمات مسلحي (داعش)، دفع بهؤلاء الخبراء العسكريين الكورد الى المجيء الى كردستان لتدريب قوات البيشمركه بشكل طوعي ودون مقابل.
ويقول لقمان شرفاني قائد القوات النارية التي تضم 160 متطوعاً، أنه أستفاد كثيراً من التدريبات التي تلقاها على يد الخبراء العسكريين الأكراد، لافتاً الى أن القوات النارية تشكلت مطلع آب الماضي بعد سيطرة (داعش) على سنجار.
ممي ممو عزيزوف أحد المدربين العسكريين في معسكر نيركزلية جاء من روسيا، درس العلوم العسكرية في الأكاديمية العسكرية في روسيا لكنه لم يكمل دراسته لأنه التحق بصفوف حزب العمال الكردستاني التركي وقاتل مدة 24 عاماً، أراد أن ينقل خبرته القتالية الى البيشمركه.
وقال ممو لإذاعة العراق الحر، "إن آباءه وأجداده نزحوا الى روسيا قبل 3 مائة الى 4 مائة عام هرباً من ظلم الهجمات الشرسة للفرس والاتراك والعرب التي كانت تستهدف الكورد. وهذه الهجمات التي تحصل اليوم سبق أن حدثت بحق عوائلنا عبر التاريخ. ونحن باستمرار نشتاق الى وطننا، ومجيئنا اليوم الى كردستان العراق هو لندعم أخواننا ونحمي وطننا ونصد الهجمات الوحشية لتنظيم (داعش).
وأضاف عزيزوف أن"الصعوبات كثيرة لكن المعنويات عالية وبهذه المعنويات والتدريب الجيد ستتمكن قوات البيشمركه بالتأكيد من الأنتصار في هذه المعركة."
ومن ألمانيا وتحديداً من هامبوغ قدِم دكتور سليمان سعيد لتدريب قوات البيشمركه، وتقديم خبرته القتالية التي تمتد الى 12 عاماً إذ قاتل أيضاً في صفوف حزب العمال الكردستاني التركي.
ويقول دكتور سليمان إنه "بعد أن بدأت الحرب ضد (داعش)، رأيت ككوردي أنه من الضروري أن آتي الى كردستان لكي أتطوع في صفوف البيشمركه لأحارب من أجل وطني، على مدى 12 عاماً حاربت الدولة التركية كمقاتل في صفوف حزب العمال الكردستاني، وبعد أن تنازل زعيم الحزب عبد الله أوجلان عن هدف إستقلال كردستان، تركت الحزب وعدت الى ألمانيا.ولذلك تجربتي العسكرية طويلة وأردت أن انقل هذه التجربة الى بيشمركه كردستان كي يحاربوا (داعش).
وأوضح الدكتور سليمان أن تدريباتهم تتركز على ثلاثة محاور اساسية، التدريب على الأسلحة، وحرب الشوارع، وإبطال مفعول العبوات الناسفة والمفخخات والكمائن التي يستخدمها مسلحو (داعش)، الى جانب رفع معنويات البيشمركه ومسائل الانضباط
والالتزام، وتعريف البيشمركه بأساليب وتكتيكات (داعش) وكل ما يتعلق بهذا التنظيم.
وتستمر الدورة لمدة إسبوعين وعدد المشاركين وصل الى اكثر من 70. وفي نيتنا فتح المزيد من الدورات التدريبية.
واجابة على سؤال حول ما إذا عاد هو الى المانيا وعزيزوف الى روسيا هل سيواجهان اية مشاكل مع حكوماتيهما لأنهما ساندا قوات البيشمركه، قال الدكتور سليمان إن الخبراء العسكريين الألمان والأجانب موجودون هنا لتدريب قوات البيشمركه، لماذا يحق لهم ولا يحق لنا نحن الأكراد. (داعش) تحارب الكورد ونحن شعب مظلوم من حقنا أن نحارب (داعش) وان نساعد البيشمركه، نحن فقط نقدم الدعم والمساعدة للبيشمركة ولا نقاتل وأعتقد أن هذا حق مشروع خاصة وأن دول العالم هي الأخرى تحارب (داعش).
ساهم في إعداد البرنامج مراسل إذاعة العراق الحر في دهوك عبد الخالق سلطان