حذر مراقبون ومحللون سياسيون من تصاعد التوتر بين الحزبين "الديمقراطي الكردستاني" و"الاتحاد الإسلامي" على خلفية الأحداث التي شهدتها محافظة دهوك الجمعة الماضية، والتي أثارت قلق الأقليات والطوائف الدينية في إقليم كردستان، بعد أن تعرض عدد من مقار "الاتحاد الإسلامي" في محافظة دهوك لهجمات أسفرت عن حرق وتدمير بعضها.
وجاءت تلك الهجمات كرد فعل على أعمال شغب أعقبت صلاة الجمعة، قام خلالها عشرات الشبان بمهاجمة فنادق ومركز تدليك و20 مخزناً ومحلاً لبيع الخمور في قضاء زاخو وناحية سميل التابعين لمحافظة دهوك.
رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، وصل صباح (الأحد) إلى زاخو ليتابع عن كثب الأحداث التي وقعت في منطقة بهدينان ومعرفة الأسباب التي أدت إلى وقوعها، بحسب ما نقل موقع حكومة الإقليم عن مصدر في ديوان رئاسة الإقليم.
القنصل الأمريكي في إقليم كردستان اليكس لاسكريس أدان بإسم السفارة الأمريكية في بغداد، هذه الاعتداءات التي تستهدف الأقليات الدينية في دهوك وزاخو، وأعتبرها جريمة ضد التعايش القومي والديني.
الصحفي خضر دوملي أكد في اتصال هاتفي لإذاعة العراق الحر أن هذه الأحداث أثرت على حركة السوق في دهوك، حيث أغلقت كافة محال بيع المشروبات الكحولية يوم السبت خوفا من تعرضها إلى هجمات مماثلة، لكنه أوضح أن المدينة شهدت هدوءا يوم الأحد، مع بدء تحركات حزبية وسياسية لمعالجة الأزمة، وتشكيل لجنة لحصر الأضرار المادية التي لحقت بالمقار الحزبية للاتحاد الإسلامي الكردستاني ومحال بيع الخمور التي تعود ملكيتها لأبناء الطائفة الايزيدية والمسيحية، وبلغت ملايين الدولارات.
وفي الوقت الذي أدان فيه كل من رئيس إقليم كردستان ورئيس حكومة الإقليم، حرق ونهب مقار الاتحاد الإسلامي في دهوك، وجه كل من أمين عام الاتحاد الإسلامي وأمير الجماعة الإسلامية اتهامات إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني بالوقوف وراء هذه الهجمات.
رئاسة برلمان إقليم كردستان، أدانت في بيان لها الأحداث الأخيرة ودعت كافة الأطراف السياسية ومواطني الإقليم إلى ضبط النفس وعدم تبادل التهم وانتظار نتائج التحقيقات من أجل الوصول إلى الحقائق واتخاذ الإجراءات القانونية.
رئاسة مجلس الوزراء في إقليم كردستان أعربت من جهتها عن استيائها الشديد إزاء الاضطرابات التي شهدها قضاء زاخو الجمعة، واتهمت في بيان لها بعض المساجد بالتحريض على حرق المحال والأماكن السياحية في دهوك، وقالت إن أغلبية تلك المحال تعود لمسيحيين وإيزيديين.
رئيس حكومة إقليم كردستان العراق برهم صالح أدان عقب زيارته للمكتب السياسي للاتحاد الإسلامي في مدينة اربيل حرق مقار الاتحاد الإسلامي، وأضاف في تصريح للصحفيين: "أحداث زاخو مبعث استياء لنا جميعا وندينها بشكل كامل، وفي الوقت نفسه، لا يمكن القبول بحرق مقرات حزب سياسي أصيل مثل الاتحاد الإسلامي الكردستاني، وندينها وشكل سيادة رئيس الإقليم لجنة للتحقيق في جميع الأحداث."
سكرتير الحزب الديمقراطي الكردستاني فاضل ميراني أكد في حديث لإذاعة العراق الحر (الأحد)، أن الأحداث الأخيرة لا تشكل خطورة على الوضع السياسي والاجتماعي في الإقليم، الذي بني على أسس ديمقراطية متينة، على حد تعبيره.
وعزا ميراني ما حدث من أعمال شغب في محافظة دهوك إلى أسباب عديدة، منها ذاتية تتعلق بطبيعة المجتمع المحافظ في زاخو وبقاء التعصب والتشدد الديني بشكل أو بآخر، وتأثر الشباب بما يحدث في الثورات العربية من حركات احتجاجية شبابية، لافتاً إلى أن بعض كوادر الأحزاب الإسلامية يحاول الانتقام أو ما وصفه باستغلال هذه الحوادث لتحقيق أهداف سياسية بحتة.
ميراني كشف عن تشكيل لجنة لتقصي الحقائق تضم شخصيات قضائية ونيافة المطران ربان وممثل عن الايزيديين وممثل عن برلمان الإقليم، مشيرا إلى أن مثل هذه التحركات وموقف رئيس الإقليم مسعود بارزاني، تبعث على الاطمئنان رغم ما خلفته الأحداث الأخيرة من آثار نفسية وأضرار مادية للمواطنين والأحزاب المتضررة.
صلاح الدين بهاء الدين أمين عام الاتحاد الإسلامي الكردستاني، حمل الحزب الديمقراطي الكردستاني وحكومة ورئاسة الإقليم مسؤولية الاعتداء على مقار حزبه، وأضاف للصحفيين: "من الواضح أن هذا اعتداء علني وبدون مبرر ونحن بلا شك نحمل الحزب الديمقراطي وحكومة الإقليم ورئاسة الإقليم المسؤولية، ويجب إعطاء جواب واضح للاتحاد الإسلامي ولمؤيديه ولمؤيدي العملية الديمقراطية لأنها المرة الثانية تحدث منذ عام 2005."
ويرد سكرتير الحزب الديمقراطي الكردستاني فاضل ميراني على اتهامات الاتحاد الإسلامي وتحميله الحزب الديمقراطي مسؤولية الاعتداء على مقراته، مؤكدا أن استباق نتائج التحقيق وإطلاق الاتهامات أثر على علاقات الحزبين الكردستانين التي وصفها بالعلاقات الطيبة.
عضو الاتحاد الإسلامي الكردستاني النائب سامي الأتروشي يؤكد أن حزبه يمنع التعدي على حقوق وحريات المواطنين أيا كانت قومياتهم وأديانهم، نافياً مشاركة أفراد الاتحاد الإسلامي بأي شكل من الأشكال في أحداث زاخو التي وصفها بالأعمال الغوغائية، ويرى أن هناك محاولة لتسييس الأحداث الأخيرة، معرباً عن خشيته من تورط جهات خارجية لزعزعة أمن الإقليم.
المحلل السياسي حسين الجاف، يتفق مع هذا الرأي بل يذهب إلى ابعد من ذلك فهو لا يستبعد تورط النظام السوري في هذه الأحداث، لتصدير اضطراباته الداخلية إلى الخارج، مؤكدا أن حكومة إقليم كردستان سوف تتصدى بشدة لأولئك الذين يرغبون بتحويل كردستان إلى قندهار أخرى، على حد تعبيره.
"خور أسقف" الكنيسة السريانية الكاثوليكية في السويد أدريس حنا طالب المسؤولين في إقليم كردستان، بحماية المواطنين بشكل عاجل من أية هجمات جديدة.
لكن المحلل السياسي عدالة عبد الله يستبعد أن تكون الأحداث الأخيرة تستهدف الأقليات التي تعيش مع أهالي المنطقة ومنذ القدم في حالة امن ووئام، ويرى أن أحداث زاخو وتجدد الهجمات على مقار الاتحاد الإسلامي تأتي في إطار الصراع السياسي بين الحزب الديمقراطي والاتحاد الإسلامي، الذي يحاول أن ينافس الحزب الديمقراطي في مناطق نفوذه، خاصة وأن المنطقة تستعد لإجراء انتخابات مجالس المحافظات.
سكرتير الحزب الديمقراطي الكردستاني فاضل ميراني يؤكد أن حزبه لا يتحسس من التيار الإسلامي ولا يخشى من انتشاره، مادامت الأحزاب الإسلامية تشترك في الانتماء القومي وتدافع عن ديمومة الكيان الكردي، بحسب تعبيره.
إلى ذلك يحذر المحلل السياسي عدالة عبد الله من تصاعد الأزمة السياسية بين الحزبين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الإسلامي الكردستاني في ظل عدم وجود إرادة سياسية حقيقة للحد من هذا التوتر، ما سيترك تداعيات خطيرة على الوضع في إقليم كردستان وعلى سمعة الإقليم.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي ساهم في إعداده مراسلا إذاعة العراق الحر في بغداد غسان علي، وفي اربيل عبد الحميد زيباري..
وجاءت تلك الهجمات كرد فعل على أعمال شغب أعقبت صلاة الجمعة، قام خلالها عشرات الشبان بمهاجمة فنادق ومركز تدليك و20 مخزناً ومحلاً لبيع الخمور في قضاء زاخو وناحية سميل التابعين لمحافظة دهوك.
رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، وصل صباح (الأحد) إلى زاخو ليتابع عن كثب الأحداث التي وقعت في منطقة بهدينان ومعرفة الأسباب التي أدت إلى وقوعها، بحسب ما نقل موقع حكومة الإقليم عن مصدر في ديوان رئاسة الإقليم.
القنصل الأمريكي في إقليم كردستان اليكس لاسكريس أدان بإسم السفارة الأمريكية في بغداد، هذه الاعتداءات التي تستهدف الأقليات الدينية في دهوك وزاخو، وأعتبرها جريمة ضد التعايش القومي والديني.
الصحفي خضر دوملي أكد في اتصال هاتفي لإذاعة العراق الحر أن هذه الأحداث أثرت على حركة السوق في دهوك، حيث أغلقت كافة محال بيع المشروبات الكحولية يوم السبت خوفا من تعرضها إلى هجمات مماثلة، لكنه أوضح أن المدينة شهدت هدوءا يوم الأحد، مع بدء تحركات حزبية وسياسية لمعالجة الأزمة، وتشكيل لجنة لحصر الأضرار المادية التي لحقت بالمقار الحزبية للاتحاد الإسلامي الكردستاني ومحال بيع الخمور التي تعود ملكيتها لأبناء الطائفة الايزيدية والمسيحية، وبلغت ملايين الدولارات.
إدانة رسمية
وفي الوقت الذي أدان فيه كل من رئيس إقليم كردستان ورئيس حكومة الإقليم، حرق ونهب مقار الاتحاد الإسلامي في دهوك، وجه كل من أمين عام الاتحاد الإسلامي وأمير الجماعة الإسلامية اتهامات إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني بالوقوف وراء هذه الهجمات.رئاسة برلمان إقليم كردستان، أدانت في بيان لها الأحداث الأخيرة ودعت كافة الأطراف السياسية ومواطني الإقليم إلى ضبط النفس وعدم تبادل التهم وانتظار نتائج التحقيقات من أجل الوصول إلى الحقائق واتخاذ الإجراءات القانونية.
رئاسة مجلس الوزراء في إقليم كردستان أعربت من جهتها عن استيائها الشديد إزاء الاضطرابات التي شهدها قضاء زاخو الجمعة، واتهمت في بيان لها بعض المساجد بالتحريض على حرق المحال والأماكن السياحية في دهوك، وقالت إن أغلبية تلك المحال تعود لمسيحيين وإيزيديين.
رئيس حكومة إقليم كردستان العراق برهم صالح أدان عقب زيارته للمكتب السياسي للاتحاد الإسلامي في مدينة اربيل حرق مقار الاتحاد الإسلامي، وأضاف في تصريح للصحفيين: "أحداث زاخو مبعث استياء لنا جميعا وندينها بشكل كامل، وفي الوقت نفسه، لا يمكن القبول بحرق مقرات حزب سياسي أصيل مثل الاتحاد الإسلامي الكردستاني، وندينها وشكل سيادة رئيس الإقليم لجنة للتحقيق في جميع الأحداث."
سكرتير الحزب الديمقراطي الكردستاني فاضل ميراني أكد في حديث لإذاعة العراق الحر (الأحد)، أن الأحداث الأخيرة لا تشكل خطورة على الوضع السياسي والاجتماعي في الإقليم، الذي بني على أسس ديمقراطية متينة، على حد تعبيره.
وعزا ميراني ما حدث من أعمال شغب في محافظة دهوك إلى أسباب عديدة، منها ذاتية تتعلق بطبيعة المجتمع المحافظ في زاخو وبقاء التعصب والتشدد الديني بشكل أو بآخر، وتأثر الشباب بما يحدث في الثورات العربية من حركات احتجاجية شبابية، لافتاً إلى أن بعض كوادر الأحزاب الإسلامية يحاول الانتقام أو ما وصفه باستغلال هذه الحوادث لتحقيق أهداف سياسية بحتة.
ميراني كشف عن تشكيل لجنة لتقصي الحقائق تضم شخصيات قضائية ونيافة المطران ربان وممثل عن الايزيديين وممثل عن برلمان الإقليم، مشيرا إلى أن مثل هذه التحركات وموقف رئيس الإقليم مسعود بارزاني، تبعث على الاطمئنان رغم ما خلفته الأحداث الأخيرة من آثار نفسية وأضرار مادية للمواطنين والأحزاب المتضررة.
الإتحاد الإسلامي يتهم
صلاح الدين بهاء الدين أمين عام الاتحاد الإسلامي الكردستاني، حمل الحزب الديمقراطي الكردستاني وحكومة ورئاسة الإقليم مسؤولية الاعتداء على مقار حزبه، وأضاف للصحفيين: "من الواضح أن هذا اعتداء علني وبدون مبرر ونحن بلا شك نحمل الحزب الديمقراطي وحكومة الإقليم ورئاسة الإقليم المسؤولية، ويجب إعطاء جواب واضح للاتحاد الإسلامي ولمؤيديه ولمؤيدي العملية الديمقراطية لأنها المرة الثانية تحدث منذ عام 2005."ويرد سكرتير الحزب الديمقراطي الكردستاني فاضل ميراني على اتهامات الاتحاد الإسلامي وتحميله الحزب الديمقراطي مسؤولية الاعتداء على مقراته، مؤكدا أن استباق نتائج التحقيق وإطلاق الاتهامات أثر على علاقات الحزبين الكردستانين التي وصفها بالعلاقات الطيبة.
عضو الاتحاد الإسلامي الكردستاني النائب سامي الأتروشي يؤكد أن حزبه يمنع التعدي على حقوق وحريات المواطنين أيا كانت قومياتهم وأديانهم، نافياً مشاركة أفراد الاتحاد الإسلامي بأي شكل من الأشكال في أحداث زاخو التي وصفها بالأعمال الغوغائية، ويرى أن هناك محاولة لتسييس الأحداث الأخيرة، معرباً عن خشيته من تورط جهات خارجية لزعزعة أمن الإقليم.
المحلل السياسي حسين الجاف، يتفق مع هذا الرأي بل يذهب إلى ابعد من ذلك فهو لا يستبعد تورط النظام السوري في هذه الأحداث، لتصدير اضطراباته الداخلية إلى الخارج، مؤكدا أن حكومة إقليم كردستان سوف تتصدى بشدة لأولئك الذين يرغبون بتحويل كردستان إلى قندهار أخرى، على حد تعبيره.
قلق في السويد
الأحداث الأخيرة أثارت قلق الأقليات والطوائف غير المسلمة داخل العراق وخارجه، حيث عبر مسيحيون عراقيون في السويد عن صدمتهم للهجمات التي طالت أقارب لهم في زاخو وعدة مناطق تابعة لمحافظة دهوك، لأن الإقليم كان يعتبر الملاذ الآمن للمسيحيين النازحين من بغداد والموصل ومدن أخرى."خور أسقف" الكنيسة السريانية الكاثوليكية في السويد أدريس حنا طالب المسؤولين في إقليم كردستان، بحماية المواطنين بشكل عاجل من أية هجمات جديدة.
لكن المحلل السياسي عدالة عبد الله يستبعد أن تكون الأحداث الأخيرة تستهدف الأقليات التي تعيش مع أهالي المنطقة ومنذ القدم في حالة امن ووئام، ويرى أن أحداث زاخو وتجدد الهجمات على مقار الاتحاد الإسلامي تأتي في إطار الصراع السياسي بين الحزب الديمقراطي والاتحاد الإسلامي، الذي يحاول أن ينافس الحزب الديمقراطي في مناطق نفوذه، خاصة وأن المنطقة تستعد لإجراء انتخابات مجالس المحافظات.
سكرتير الحزب الديمقراطي الكردستاني فاضل ميراني يؤكد أن حزبه لا يتحسس من التيار الإسلامي ولا يخشى من انتشاره، مادامت الأحزاب الإسلامية تشترك في الانتماء القومي وتدافع عن ديمومة الكيان الكردي، بحسب تعبيره.
إلى ذلك يحذر المحلل السياسي عدالة عبد الله من تصاعد الأزمة السياسية بين الحزبين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الإسلامي الكردستاني في ظل عدم وجود إرادة سياسية حقيقة للحد من هذا التوتر، ما سيترك تداعيات خطيرة على الوضع في إقليم كردستان وعلى سمعة الإقليم.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي ساهم في إعداده مراسلا إذاعة العراق الحر في بغداد غسان علي، وفي اربيل عبد الحميد زيباري..